عجيب أمر الأنظمة العربية، كل من يقول كلمة الحق يكون مصيره التخوين، السجن، التعذيب، وأحياناً القتل!
من يقول أن الحكام العرب متخاذلين، فهو عميل ويجب أن يمثل به حتى يتعظ غيره. من يقول أن بلداً مثل تونس تحررت وحققت (أي شعبها) نصراً على الطغيان فهو آثم لأن عليه أن يولد وحب الطغيان والإستبداد والظلم في حمضه النووي و عروقه والأنفاس التي يتنفسها.
قبل أسبوع حكم على طل الملوحي بالسجن لمدة خمسة سنوات بتهمة إفشاء أسرار للولايات المتحدة الأميركية والتسبب في تعرض ديبلوماسي للإغتيال والتخابر مع جهة أجنبية. حكم جاء من وراء أبواب مغلقة وليس له مصداقية سوى مصداقية نظام كمم أفواه كل من إحتج أو إعترض على سياساته الداخلية الإجتماعية والإقتصادية.
اليوم، وفي ساعات الصباح الأولى ،الساعة الخامسة صباحا، أعتقل أحمد من بانياس في طريقه إلى دمشق ، ثم تم الاستيلاء على أجهزة الحاسب الخاصة به واقتياده لجهة مجهولة والمدون أحمد من المدونين النشطاء في مجال التدوين وهو طالب في كلية الإعلام بمعهد الفتح الإسلامي بدمشق. هو صاحب مدونة ملتقيات أحمد ويشهد له مدونون بحسن خلقه وأدبياته.
من آخر ماكتب أحمد في مدونته كان عن 7 خطوات سريعة لفك و كسر حجب فيسبوك و تويتر ! وكان قد كتب قبل ذلك عن ثورة تونس.
هيثم المالح قالها مرة على قناة بردى، “إن التنظيف للدرج يتم من الأعلى” مشيراً بذلك على أن الفساد يجب أن يحارب من المستويات العليا في الدولة وليس من الأسفل كما يروج له بعض أشخاص مسؤولين.
ما هو العامل المشترك بين هؤلاء الثلاثة الذين هم قلة قليلة من أعداد غير معلوم عنها والتي أخفيت قسراً وبقيت لسنوات بدون علم أهلهم؟ كلمة الحق التي لم تعجب السلطان، فقام بإسكاتهم وسيستمر إلى أن نرى ملايين تنادي في ساحة الأمويين “الشعب يريد إسقاط النظام”!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق